فَجِر التوعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فَجِر التوعية

منتدى التوعية الاسلامية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 غلام في العاشرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمدأبوطاهر

محمدأبوطاهر


عدد المساهمات : 35
تاريخ التسجيل : 13/05/2008
العمر : 35

غلام في العاشرة Empty
مُساهمةموضوع: غلام في العاشرة   غلام في العاشرة Icon_minitimeالسبت مايو 31, 2008 6:58 pm


قال مستشعرا المسؤولية: " إذا قام النبي فأيقظيني"..
لم يكن القائل سوى غلام في العاشرة من عمره، نشأ في بيت كله إيمان، قام عليه أبواه بالتربية والتزكية، حتى تنامت همته وبعدت، وتزكت نفسه وارتفعت، فجاوزت همم الكبار..
غلام صغير يتلهف لينظر كيف يقيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليله.. يوصي صاحبة البيت حتى لا تغفل عن إيقاظه، كيلا يفوته ما لأجله أتى، ثم يأوي إلى النوم، والنوم بعيد عن عينيه الصغيرتين اللتين تمتلآن براءة وصدقا، فلا يزال يتقلب يقلب ناضريه في الرسول الكريم، ينظر ماذا يفعل في نومه؟..
يريد أن يعرف عنه كل دقيقة وجليلة، ثم يرقبه حين يقوم، يرصد كل حركاته وسكناته ليقتدي بها، فيراه يتسوك، ويقرأ القرآن، ويتوضأ ويصلي، فيهب من فراشه يتمطى، يريه أنه كان نائما، كراهية أن يشعره أنه كان يرقبه أو يعد أفعاله، !!!.
ثم يتوضأ مثله، ويقف ليصلي معه صلاة طويلة، بلا ضجر ولا سأم..
فمن هذا الغلام الذي ترك اللهو واللعب وما اعتاده من في سنه، وتعلق بالمثل العليا يريد محاكتها؟..
من هذا الغلام الذي يضحي بنومه وراحته، ولعبه ولهوه، ليغنم فقه قيام الليل من المعلم الأول؟.
وهل في الأجيال اليوم من يحتذي حذوه؟.
وهل في الآباء والأمهات من يرجو أن يكون لهم من مثله؟.
هذا الغلام لقب بعد مر الأيام بالبحر وبالحبر وبترجمان القرآن، صارت إليه الفتيا والفقه وعلم الكتاب، لا شك أنكم عرفتموه؛ إنه عبد الله بن عباس، ابن عم رسول الله..
أبوه العباس بن عبد المطلب عم رسول الله، وأمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية، أسلم أبوه، وأسلمت أمه قديما، يقول ابن عباس:" كنت أنا وأمي من المستضعفين" [رواه البخاري، في التفسير باب قول تعالى:{ ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله ..}، وباب:{ إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان}]
فعلى ماذا ربياه؟، وماذا غرسا فيه؟، وكيف هذبا نفسه، وطهرا قلبه؟.
كان العباس من الصالحين، تكفيه صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمومته له، وقد كانوا في عهد عمر إذا أجدبوا، طلبوا منه الدعاء فيستسقي لهم. وأما أمه فكانت من علية النساء عقلا ورجاحة، كانت من رواة الحديث، أخرج لها أصحاب الكتب الستة، وروى عنها ابنها الغلام الصغير عبدالله بن عباس وابنها تمام، وأنس وغيرهم.
في مثل هذه البيئة العريقة والمليئة بالإيمان والعلم والعمل الصالح نشأ ابن عباس، فليس عجبا بعد ذلك أن نرى فيه الحرص الشديد على التعلم والعمل الصالح، فإن البيت إذا صلح صلح من فيه، وإن الأبوين إذا صلحا بعدت همة الأبناء وزكت نفوسهم، وإن أما تسعى في طلب العلم وتعلم حديث رسول الله وروايته لحري بأبنائها أن يكونوا مثلها جدا واجتهادا وتعلما وصلاحا.
إن ابن عباس حفظ لنا، وهو بعد طفل لم يبلغ الحلم، من سنة رسول الله في قيام الله ما لم يحفظ غيره، فماذا كان منه ومن رسول الله في تلك الليلة المباركة؟.
دعونا نستمع لابن عباس وهو يقول، كما جاء في الصحاح والسنن (بتصرف):
" بت عند خالتي ميمونة بنت الحارث، وقلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله. وقلت لها: إذا قام النبي فأيقظيني، فجاء رسول الله بعد ما أمسى، فقال: أصلى الغلام؟، قالت: نعم.
فصلى أربع ركعات، ثم تحدث معه أهله ساعة، فطرحت لرسول الله وسادة، ثم رقد، فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله وأهله في طولها، فنام حتى انتصف الليل أو قبله أو بعده بقليل.
ثم استيقظ فتسوك، ثم جلس يمسح النوم عن وجهه بيده، فنظر في السماء، ثم قرأ العشر آيات من خواتيم سورة آل عمران.
ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ وضوءا بين وضوءين لم يكثر وتسوك، ثم قال: نام الغليم. ثم قام يصلي، فتمطيت كراهية أن يرى أني كنت أرقبه، فتوضأت نحوا مما توضأ، ثم جئت فقمت عن يساره، فوضع يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني يفتلها بيده، ثم جعلني عن يمينه. ثم صلى إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، ثم اضطجع فنام حتى نفخ.
ثم أتاه بلال فآذنه بالصلاة فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج إلى الصلاة وهو يقول: اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي لساني نورا، واجعل في سمعي نورا، واجعل في بصري نورا، واجعل من خلفي نورا، ومن أمامي نورا، واجعل من فوقي نورا، ومن تحتي نورا، اللهم أعطني نورا.
فصلى للناس الصبح ولم يتوضأ"؛ أي اكتفى بوضوء الليل.

هذه القصة فيها فوائد كثيرة متعلقة بالليل:
1- جواز نوم الصغير إذا لم يبلغ مع الزوجين، واشتراكه معهما في وسادة واحدة.
2- صلاة أربع ركعات عند دخول البيت بعد صلاة العشاء.،
3- تفقد أحوال الأبناء ذكورا وإناثا، والسؤال عن صلاتهم.
4- الحديث مع الزوج قبل النوم.
5- السنة في قيام الليل نوم أوله وقيام أوسطه ونوم آخره.
6- السنة في المستيقظ من نومه السواك ومسح الوجه باليد وقراءة آخر آل عمران.
7- الوضوء والصلاة.
8- جواز الحركة في الصلاة بفتل أذن الصغير وتحويله من جهة إلى أخرى، وكل ذلك لا يبطل الصلاة.
9- صلاة الليل مثنى مثنى ثم الوتر، وغايتها إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة.
10- الاضطجاع بعد ذلك حتى صلاة الفجر.
11- مجيء المؤذن ليؤذن الإمام بالصلاة.
12- الخروج والدعاء قبل دخول المسجد.
13- من خصوصياته عليه السلام أن وضوءه لا ينتقض بالنوم، حيث تنام عينه ولا ينام قلبه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غلام في العاشرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
فَجِر التوعية :: .•:*¨`*:•. ][ المنتديات الادبيه][.•:*¨`*:•. :: المنتدى الأدبي-
انتقل الى: