موضوع: يـا حافـظ الـقرآن لست بحافظ *!*!* حـتى تـكون لـما حفظت مطبقا الأحد يوليو 06, 2008 6:23 am
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير المرسلين محمد بن عبد الله عليه أفضل السلام و أتم التسليم .. أما بعد :
إخواني أعضاء هذا الصرح الشامخ إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( تعاهدوا القرآن فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من الإبل في عقلها ) .
فأحببتُ أن أقدّم لكم قصة قرأتها في إحدى الكتيّبات و كانت قصة جميلة و خطيرة فأترككم معها :
رجل حافظ لكتاب الله يتحدث عن نفسه فيقول : منّ الله عليّ بحفظ القرآن و أنا في مرحلة الصغر كنت أحفظه عن ظهر قلب حتى إنني لا أكاد أنسى آية في قراءتي و حفظي و كنت مضرب المثل في الحفظ بين زملائي و أساتذتي و كل من يعرفني. ومرت الأيام و انتقلت من بلدتي إلى بلدة أخرى للعمل و كنت أقيم في هذه البلدة مع بعض الإخوان الذين كانوا في مجال العمل و مرت الأيام تلو الأيام و بدأ الأصدقاء يحضرون بعض شرائط الأغاني و يسمعونها ، في بداية الأمر كنت لا أوافق على هذا الأمر و أنصحهم و لكن ما زالوا بي حتى زينوا لي الأمر فصرت استمع إلى هذه الأغاني معهم و نتلذذ بهذه الأغاني طوال الليل حتى قرب الفجر . و استمر الحال على ذلك مدة ( 3 أشهر ) ثم عُدنا إلى بلدتنا مرة أخرى و ذات يوم وقفت أصلي و بعد قراءة الفاتحة أخذت أقرأ في سورة من السور و إذا بي لا أستطيع أن استمر في القراءة لقد نسيت الآيات حاولت استرجاع الآيات مرة أخرى لم أستطع ، أكملت الصلاة ، و فتحت المصحف و أخذت أراجع هذه الآيات ثم تكرر هذا الأمر في الصلاة مرات ، أخذت أراجع القرآن فإذا هو قد تفلت مني لقد نسيت الكثير من الآيات ، جلست مع نفسي أخذت أتذكر حفظي السابق و كيف كنت مضرب المثل في الحفظ أخذت دموعي تنهمر مني بكيت بكاءً شديداً أخذت أتضرع إلى الله و أبكي و اعترف بذنبي و تقصيري في هذه الأمانة ابتعدت عن هؤلاء الأصدقاء أخذت أراجع القرآن ليلاً و نهاراً و لمدة طويلة ابتعدت عن سماع الأغاني و تبت إلى الله حتى تمنكت بعد جهد كبير و معاناة شديدة أن أستعيد حفظي للقرآن و لكن الجهد الذي بذلته في استرجاع حفظي يفوق بكثير الجهد الذي بذلته في حفظي للقرآن ، و تذكرت قول القائل :
إذا كنت في نعمة فارعها .................................................. ................. فإن المعاصي تزيل النعم
هذا ما ودِدْت أن أقدمه لكم و أسأل الله العليّ الكريم لي و لكم البعد عن هذه الآفة " الغناء " التي أصبحت تحاصرنا من جميع الاتجاهات " في التلفاز و المذياع و في الهواتف المحمولة " حتى أنها أصبحت تأتي في لعب الأطفال .. نسأل الله الثبات و التيسير ..